فلسطين أون لاين

تفاصيل قاسية تكشفها صحيفةٌ بريطانية..

كيف حوَّل الاحتلال عمليةَ البحث عن الجثامين بغزَّة المهمَّة الأكثر مشقَّة في تاريخ الحروب الحديثة؟

...
أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض في غزَّة

نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا يعكس حجم الجهود الجبارة التي يبذلها الفلسطينيون لانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض المباني التي دمَّرها الاحتلال في قطاع غزة.

ووصفت الصحيفة في تقريرها هذه المهمة بأنها الأكثر مشقة في تاريخ الحروب الحديثة.

فبعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب "الإسرائيلية"، ومع استمرار مفاوضات الهدنة، بدأ الفلسطينيون في الحفر وسط نحو 61 مليون طن من الركام، يُعتقد أن ما لا يقل عن 10 آلاف إنسان ما زالوا مدفونين تحته، في حين قد يرتفع العدد إلى 14 ألفا، وفق تقديرات أخرى.

وتحدثت الصحيفة إلى عدد من العائلات الفلسطينية التي تبحث بيأس عن جثامين أقاربها المفقودين، وإلى عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو والبيانات حجم المهمة الماثلة أمامهم.

ووفقا للغارديان، فإن فرق الإنقاذ تعتمد حتى الآن على أدوات بدائية مثل المجارف والمعاول وعربات اليد والمناجل، وأياديهم العارية. ويقول مسؤولو الدفاع المدني إن طلباتهم لإدخال الجرافات والآلات الثقيلة لم تلقَ أي استجابة من الجانب الإسرائيلي.

لكن حتى مع توفر المعدات، يُتوقع أن تستغرق العملية نحو 9 شهور، إذ تقتصر الجهود الحالية على الأبنية الصغيرة، في حين تبقى العمارات المدمَّرة بالكامل عصيّة على الحفر اليدوي، بحسب التقرير الإخباري.

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن البيانات تشير إلى أن 472 جثمانًا فقط استُخرجت خلال أول 16 يوما من الهدنة.

وبحسب الصحيفة، فإن المأساة في غزة تجعل التعرف على الجثامين أكثر صعوبة بسبب غياب معدات تحليل الحمض النووي التي تمنع "إسرائيل" دخولها، مما يجعل مهمة الأطباء الشرعيين شبه مستحيلة مع تحلل الجثامين. ويصف علماء النفس هذا الفقد المجهول بأنه "جرح مفتوح" يولّد اضطرابات نفسية جماعية بين سكان القطاع.

بيد أن الغارديان ترى أن التعرف على الجثامين ليس مسألة كرامة فحسب، بل ضرورة للصحة النفسية لمن تبقوا على قيد الحياة؛ إذ يصف علماء النفس حزن ذوي المفقودين الذين لم يُتعرّف على جثامينهم بأنه "فقد غامض" يؤدي إلى الاكتئاب والصدمات واضطراب الهوية، وهي حالة منتشرة في قطاع غزة.

المصدر / وكالات